الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الرد على اغلب منهجيات الجماعة العمرية بخطبة لامير المؤمنين ( عليه الصلاة والسلام )

اذا كانت صلاة التراويح بدعة فلماذا لم يتصدى لها امير المؤمنين عندما تولى الخلافة وكانت زمام الأمور بيده ؟

وسؤال آخر :

تقولون ان ابابكر اغتصب ارض فدك فلماذا لم يردها امير المؤمنين عندما تولى الخلافة وكانت زمام الأمور بيده ؟

الجواب

روي في الكافي بسند صحيح:8/58 ، قال : ( خطب أمير المؤمنين (عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم قال : ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خَلتان : اتباع الهوى ، وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة .
إلا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وإن غداً حسابٌ ولا عمل .
وإنما بدءُ وقوع الفتن من أهواءٌ تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجالٌ رجالاً !
إلا إن الحق لو خَلُصَ لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل خلص لم يَخْفَ على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضِغْثٌ ومن هذا ضغثٌ فيمزجان فيجللان معاً ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى !
إني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فإذا غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكراً ! ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها ، ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة . 
ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصته وشيعته فقال: 
قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيرين لسنته ، ولو حَمَلتُ الناس على تركها وحوَّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لتفرق عني جندي ، حتى أبقى وحدي ، أو في قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) !! أرأيتم لو أمرتُ بمقام إبراهيم(عليه السلام) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ورددتُ فدك إلى ورثة فاطمة ، ورددتُ صاع رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان وأمضيتُ قطائع أقطعها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءً تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا ، وأعطيت كما كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعطي بالسوية ، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء ، وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خُمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه، ورددت مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سدَّ منه ، وحرمت المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ ، وأمرت بإحلال المتعتين ، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده ممن كان رسول الله أخرجه، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ممن كان رسول الله أدخله ، وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذن لتفرقوا عني !! والله لقد أمرت الناس أن لايجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غُيِّرتْ سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً ! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري !! 
ما لقيتُ من هذه الأمة من الفرقة ، وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار)!!