الاثنين، 1 فبراير 2016

خالد بن الوليد قاتل مالك بن نويرة ( رضوان الله عليه ) و كذبة حروب الردة

نعم، أنّ مالك بن النويرة قد استشهد موالياً لأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، ونُكحت زوجته في تلك الليلة من دون استبراء، ومن دون عدّة الوفاة، وحرق رأسه، في سبيل إحقاق الحقّ وإبطال الباطل.
وما ارتدّ مالك بن النويرة ولا أهله ولاعشيرته، بل كانوا مسلمين مصلّين صائمين حاجّين زاكين، وكانوا يريدون أن يؤتوا الزكاة لمن هو أحرى وأحقّ في مقام خلافة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم). فانتهك حريمه، وأخذت أمواله، وقتل هو وعشيرته.
ولقّب قاتله والزاني بزوجته بسيف من سيوف الله وهذا من العجب العجائب؟!!
(ارجع إلى كتاب الفضائل لشاذان بن جبرائيل القمّي: 101، والدرّ النظيم ليوسف بن حاتم الشامي) نفس هذه القصّة، واقرأ القصّة بطولها سوف تفيدك. وإنّ كنت تريد التفصيل في هذا المجال فعليك بمطالعة (علّة عدم معاقبة خالد بن الوليد بما فعله مع بني حذيمة) ضمن عنوان: خالد بن الوليد.
وإن هذه القصّة الطويلة المبينة لعدّة مطالب جيدة، والكاشفة عن حقيقة الخلافة المغصوبة، والمميزة بين من له الجواز لأخذ الزكوات، ومن ليس له ذلك. وهي مذكورة في كتابكم (سير الصحابة والزهاد والعلماء والعباد) لأبي محمّد عبد الله سلام بن محمّد الخوارزمي الاندرسقاني أخذه من مأة مجلد، كما ذكر هذا كلّه الحاجي خليفة في كتاب (كشف الظنون)؛ فراجع!
وأما ما سألت عن صحّة الدلالة الصريحة على أنّ مالكاً كان يريد أن يدفع الزكاة إلى أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام).
فنقول: هذا قد ثبت عندنا بالرواية التي ذكرناها وغيرها، وإنّ الامام عليّ(عليه السلام) هو الذي كان الخليفة الشرعي المنصوص عليه من قبل النبيّ(صلّى الله عليه واله وسلّم) في موارد عديدة.
قال العلاّمة المجلسي الأوّل في (روضة المتقين) في شرح الفقيه للشيخ الصدوق في عنوان (منع الزكاة موجب لتلف المال): ((إنّ أبا بكر لم يقاتلهم (أي: عشيرة مالك بن نويرة)، لترك الزكاة مطلقاً، فإنّهم ومنهم مالك بن نويرة قالوا:لا نؤدي إليك، بل نؤدي إلى من خلّفه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الناس في غدير خمّ)).
وقال الشهيد القاضي نور الله التستري في كتاب (الصوارم المهرقة: 84) ناقلاً عن الكتاب القديم، وهو كتاب (الفتوح) لابن أعثم الكوفي، ما هذا لفظه: ((إنّ منشأ مخالفة طوائف العرب الذين منعوا أبا بكر في أيام خلافته من الزكاة حتّى سمّاهم بأهل الردّة وقاتلهم عليه، إنّما كان اعتقادهم أحقية خلافة أهل البيت(عليهم السلام))).
وقال العلاّمة المجلسي الثاني في كتابه المعروف (بحار الانوار 30/489): ((اقرأ القصّة بكاملها، ثمّ احكم على من كان له الحقّ لأخذ الزكوات وامارة الأمّة آنذاك)).