الجمعة، 29 مارس 2013

- الإمامة وأهل البيت ج 2 - محمد بيومي مهران ص 153 :

روى النسائي في الخصائص بسنده عن بي الزبير عن جابر :
ان النبي صلى الله عليه وسلم ، حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج ، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح ( 1 ) ، فلما استولى بالتكبير سمع الرغوة خلف ظهره ، فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج ، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصلي معه ، فإذا علي ، رضي الله عنه ، عليها ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول ، قال : لا بل رسول ، أرسلني رسول
الله صلى الله عليه وسلم ببراءة ، أقرؤها على الناس في مواقف الحج ، فقدمنا مكة ، فلما كان قبل التروية بيوم ، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ، ثم خرجنا معه حتى إذا كان
يوم عرفة ، قام أبو بكر فخطب الناس فحثهم على مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه ، فقرأ على الناس ، براءة حتى ختمها ، فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم ، فلما فرغ قام علي رضي الله عنه ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ( 2 ) .

وروى النسائي بسنده عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني وأنا منه ، فلا يؤدي عني إلا أنا أو علي ( 3 ) .

وروى النسائي بسنده عن سماك بن حرب عن أنس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، براءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي أن يبلغ هذا ، إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياها ( 4 ) .

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن حبشي بن
* هامش *
( 1 ) المراد بالتثويب هنا : الإقامة للصلاة ( النهاية 1 / 226 ) .
( 2 ) تهذيب الخصائص ص ( 49 - 50 ) .
( 3 ) تهذيب الخصائص ص 48 .
( 4 ) تهذيب الخصائص ص 48 . ( * )

جنادة ، قال ابن آدم السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني ، وأنا منه ، ولا يقضي عني ديني إلا أنا ، أو علي ، قال ابن آدم : ولا يؤدي عني إلا أنا ، أو علي ( 1 ) .

ورواه أحمد في المسند ، وأخرجه النسائي في الكوفي كما في تحفة الأشراف ، ورواه ابن ماجة ، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة ( 2 ) .

وروى السيوطي في الدر المنثور في تفسير قول الله تعالى ( براءة من الله ورسوله ) ، قال : وأخرج ابن حيان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر يؤدي عنه براءة ، فلما أرسله بعث إلى علي
فقال : يا علي ، إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت ، فحمله على ناقته العضباء ، فسار حتى لحق بأبي بكر فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ ، فلما أتاه قال : ما لي يا رسول الله ( وساق الحديث ) إلى ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عني غيري ، أو رجل مني ( 3 ) .

وفي السيرة الحلبية : وفي كلام السهيلي ( في الروض الآنف ) : لما أردف أبو بكر بعلي ، رضي الله تعالى عنهما ، رجع أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله هل نزل في قرآن ؟ قال : لا ، ولكني أردت أن يبلغ عني من هو من
أهل بيتي ، فمضى أبو بكر رضي الله عنه ، فحج بالناس . . . وكان نزول صورة براءة بعد سفر أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، فقيل له صلى الله عليه وسلم : لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا صلى
الله عليه وسلم ، عليا ، كرم الله وجهه في الجنة ، فقال : أخرج بسورة براءة ، وأذن في الناس يوم النحر - أي الذي هو يوم الحج الأكبر - إذا اجتمعوا بمنى ، فقرأ علي بن أبي طالب ،
* هامش *
( 1 ) فضائل الصحابة 2 / 594 ، وانظر 2 / 599 .
( 2 ) المسند 4 / 164 ، تحفة الأشراف 3 / 13 ، الرياض النضرة 2 / 229 .
( 3 ) فضائل الخمسة 2 / 347 . ( * )

كرم الله وجهه ، براءة يوم النحر ، عند الجمرة الأولى ، وقال : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أمرني علي كرم الله وجهه ، أن أطوف في المنازل من منى ببراءة ، فكنت أصيح حتى
صحل حلقي ، فقيل له : بماذا كنت تنادي ؟ فقال : بأربع ، أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ، وأن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عهد ، فله عهد أربعة شهور ، ثم لا عهد له ، وأول تلك الأربعة يوم النحر من ذلك العام ، وأما من لا عهد له ، فعهده إلى انقضاء المحرم ( 1 ) .

وروى الإمام الطبري في تفسيره عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع ، وبعث علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، بثلاثين أو أربعين آية من ( براءة ) ، فقرأها على
الناس ، يؤجل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض ، فقرأ عليهم براءة يوم عرفة ، أجل المشركين عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول ، وعشرا من ربيع الآخر ، وقرأها عليهم في منازلهم ، وقال : لا يحجن بعد عامنا هذا مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ( 2 ) .

وفي رواية أخرى عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة ، فكنت أنادي حتى صحل صوتي ، فقلت : بأي شئ كنت تنادي ؟ قال : أمرنا أن ننادي : أنه لا يدخل الجنة إلا
مؤمن ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عهد ، فأجله إلى أربعة أشهر ، فإذا حل الأجل ، فإن الله برئ من المشركين ورسوله ، ولا يطف بالبيت عريان ، ولا يحج بعد العام مشرك ( 3 ) .
 
* هامش *
( 1 ) السيرة الحلبية 3 / 232 .
( 2 ) تفسير الطبري 14 / 100 .
( 3 ) تفسير الطبري 14 / 104 - 105 ، وانظر روايات أخرى 14 / 105 - 107 . ( * )

وفي رواية عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن حسين بن علي قال : لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بعث أبا بكر الصديق ، رحمة الله عليه ، ليقيم الحج للناس ، قيل له : يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر
، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا علي بن أبي طالب ، رحمة الله عليه فقال : أخرج بهذه القصة من سورة ( براءة ) ، وأذن في الناس يوم النحر ، إذا اجتمعوا بمنى : أنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ،
ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عهد فهو إلى مدته ، فخرج علي بن أبي طالب رحمة الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء ، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق ، فلما رآه أبو بكر
قال : أمير أو مأمور ، قال : مأمور ، ثم مضيا رحمة الله عليهما ، فأقام أبو بكر للناس الحج ، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم في الحج التي كانوا عليها في الجاهلية ، حتى إذا كان يوم النحر ، قام علي بن أبي طالب ، رحمة الله عليه ،
فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس ، لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطف بالبيت عريان ، ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 ) .

وروى ابن كثير في تفسيره : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غزوة تبوك ، وهم بالحج ، ثم ذكر أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عاداتهم في ذلك ، وأنهم يطوفون بالبيت عراة ، فكره مخالطتهم ، وبعث أبا بكر الصديق
رضي الله عنه ، أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم ، ويعلم المشركين أن لا يحجوا بعد عامهم هذا ، وأن ينادي في الناس ( براءة من الله ورسوله ) ، فلما قفل ، أتبعه بعلي بن أبي طالب ، ليكون مبلغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكونه عصبة له ( 2 ) .
 
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 14 / 107 - 108 ، وانظر روايات أخرى 14 / 108 - 112 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 2 / 519 - 520 ، وانظر : المستدرك للحاكم ( 3 / 51 ) حيث يروي أن النبي أرسل ببراءة أبا بكر وعمر ، ثم بعث علي فأخذها منهما . ( * )

وروى النسفي في تفسيره : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر على موسم سنة تسع، ثم أتبعه عليا راكبا العضباء، ليقرأها على أهل الموسم ، فقيل له : لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل مني ، فلما دنا علي ، سمع
أبو بكر الرغاء فوقف ، وقال : هذا رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما لحقه قال : أمير أو مأمور، قال : مأمور ، فلما كان قبل التروية خطب أبو بكر وحثهم على مناسكهم ، وقام علي يوم النحر ، عند حمرة العقبة فقال : يا أيها الناس ،
إني رسول رسول الله إليكم ، فقالوا : بماذا ، فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية ، ثم قال : أمرت بأربع ، أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة ، وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده ( 1 ) .

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت عشر آيات من براءة ، على النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر ، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال لي : أدرك
أبا بكر ، فحيثما لقيته فخذ الكتاب ، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، نزل في شئ ؟ قال : لا ، جبريل جاءني فقال : لا يؤدي عنك ، إلا أنت أو رجل منك ( 2 ) .

ولعل من الجدير بالإشارة هنا أن الفضل المسوق إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - في حديث براءة ، وكذا في غزوة تبوك - إنما سيق إليه عن قصد من سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، امتثل فيه أمرا سماويا تلقاه من ربه ، عن طريق جبريل عليه السلام ، ليكون الإمام علي هو المختار لهذين الموقفين ، لمزية فيه ، لا توجد في
* هامش *
( 1 ) تفسير النسفي 2 / 115 ، وانظر القصة في : تفسير المنار 140 - 141 ، تفسير القرطبي ص 2906 - 2907 .
( 2 ) الرياض النضرة 2 / 226 . ( * )


أحد غيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي بعثه بسورة براءة إلى أهل الموسم ، ونبذه ما كان للمشركين من عهد ، هذا الأمر كان يمكن أن يقوم به أي صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن أبا بكر ، أمير الموسم ، كان أحق به وأولى .

غير أن هناك ملحظا خاصا ، لا يتم هذا الأمر إلا به ، ولا يصلح له من الناس ، إلا من كان على وصف خاص ، مهيأ له ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي )، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال لعلي -
عندما اعتذر بأنه ليس لسنا ولا خطيبا - ( لا بد لي أن أذهب بها أنا ، أو تذهب بها أنت ) ، إذن فالأمر لا يقوم به ، إلا أحد رجلين : النبي أو علي ، ذلك لأن العهود والمواثيق التي يعقدها النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هي مما يحسب في ذمة
الشخص ، يتولاها المرء بنفسه ، أو من هو بمنزلة نفسه ، ومن ثم فقد كان انتداب رجل من أهل البيت النبوي الشريف أمرا لازما ، إذا لم يكن الرسول نفسه هو الذي يقوم به ، وذلك لأن هذه العهود إنما كانت مع قبائل لم تدخل الإسلام بعد .

ومن ثم فإن هذه العقود والمواثيق إنما كانت بين النبي والمشركين ، وبالتالي فإن من تعاقدوا مع النبي من المشركين لا يرضون أن يحلهم من هذه العقود ، إلا من كان طرفا فيها ، أو من يقوم مقامه من خاصة أهله ، ومن هنا كان اختيار الإمام علي لتبليغ آيات سورة براءة .

بل إن المقريزي إنما يذهب إلى أن الإمام علي ، هو الذي عاهد المشركين ، ومن ثم فقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي عاهدهم - وهو الأصح طبقا للنصوص - فإن العرب كانت إذا تحالف سيدهم أو رئيسهم مع آخر ، لم ينقض ذلك العهد ، إلا الذي تحالف وأقرب الناس قرابة منه .

وخلاصة الأمر ، أن الإمام علي بن أبي طالب ، كان هو وحده من بين الصحابة جميعا ، الذي هو بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم فقد تكرر في الأحاديث
الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤدي عني ، إلا أنا وعلي ) ، وحين يعتذر علي بأنه ليس لسنا ولا خطيبا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، له ( لا بد لي أن أذهب بها أنا ، أو تذهب بها أنت ) ، وهكذا يضع النبي صلى الله عليه وسلم الإمام بمنزلة نفسه ، أفلا يكون هذا دليلا على أن عليا إنما هو خليفة النبي من بعده ؟ ( 1 ) .

* هامش *
( 1 ) عبد الكريم الخطيب : علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975 ،
محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 1 / 76 - 79 ( بيروت 1990 ) .





دعاء صنمي قريش_ لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام _




بسم الله الرحمن الرحيم
(( اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنيهما ( و ابنتيهما ) اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وأحبا أعداءك وجحدا آلاءك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبيهما فقد أخربا بيت النبوة وردما بابه ونقضا سقفه ألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافله وظاهره بباطنه واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله أخليا منبره من وصيه ووارث علمه وجحدا إمامته وأشركا بربهما فعظّم ذنبهما وخلدهما في سقر وما أدراك ماسقر لا تبقي ولا تذر اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه وحقٍ أخفوه ومنبرٍ علوه ومؤمنٍ أرجوه ومنافقٍ ولوه وولي آذوه وطريد آووه وصادق طردوه وكافر نصروه وإمام قهروه وفرض غيروه وأثر أنكروه وشر آثروه ودم أراقوه وخير بدلوه وكفر نصبوه وإرث غصبوه وفيء اقتطعوه وسحت أكلوه وخمس استحلوه وباطل أسسوه وجور بسطوه ونفاق أسروه وغدر أضمروه وظلم نشروه ووعد أخلفوه وأمان خانوه وعهد نقضوه وحلال حرموه وحرام أحلوه وبطن فتقوه وجنين أسقطوه وضلع دقوه وصك مزقوه وشمل بددوه وعزيز أذلوه وذليل أعزوه وحق منعوه وكذب دلسوه وحكم قلبوه اللهم العنهم بكل آية حرفوها وفريضة تركوها وسنة غيروها ورسوم منعوها وأحكام عطلوها وبيعة نكّسوهاودعوى أبطلوها وبينة أنكروها وحيلة أحدثوها وخيانة أوردوها وعقبة ارتقوها ودباب دحرجوها وأزياف لزموها وشهادات كتموها ووصية ضيعوها اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعناً كثيراً أبداً دائماً دائباً سرمداً لا انقطاع لأمده ولانفاد لعدده لعناً يغدو أوله ولا يروح آخره لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم والناهضين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم ثم قل أربع مرات اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين )).
(( ودعا(ع) في قنوته : اللهم صل على محمد وآل محمد وقنعني بحلالك عن حرامك وأعذني من الفقر أني أسأت وظلمت نفسي واعترفت بذنوبي فها أنا واقف بين يديك فخذ لنفسك رضاها من نفسي لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد علي بالمغفرة والعفو ثم قال (ع) العفو العفو مائة مرة، ثم قال (ع): أستغفر الله العظيم من ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه، مائة مرة، فلما فرغ (ع) من الاستغفار ركع وسجد وتشهد وسلم )).

دور الإمام الجواد عليه السلام في تفنيد أكاذيب عائشة




هذه محاضرة بعنوان "دور الأمام الجواد عليه السلام في تفنيد أكاذيب عائشة" وهي من المحاضرات الأسبوعية للشيخ الحبيب والتي ألقاها بمجلسه الأسبوعي يوم 28 ذي القعدة1431



علي عليه السلام هو الإمام والخليفة على كل صحابتكم


هذه محاضرة بعنوان "ردا على التهريجات الفضائية.. علي عليه السلام هو الإمام والخليفة على كل صحابتكم" والتي ألقاها الشيخ الحبيب في حسينية الرسول الاعظم صلى عليه واله في لندن

الشيخ علي الكوراني _ زيارة ال ياسين





الأربعاء، 27 مارس 2013

خطبة البيان للامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام )



عن محمد بن أحمد النباري ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني

قاضي الري ، قال : حدثنا طوق بن مالك عن ابيه ، عن جده عن
عبدالله ابن مسعود رفعه إلى الما م علي بن أبي طالب عليه السل م
لما تولى الخلفة أتى إلى الكوفة ، فرقي جامعها و خطب الناس :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السموات و فاطرها ، و باسط الرض و عامرها ، و
ساطع المدحيات و قادرها ، و مؤيد الجبال و ساغرها ، و مفجر العيون
و باقرها ، و مرسل الرياح و زاجرها ، و ناهي القواصف و آمرها ، و
مزين السماء و زاهرها ، و مدبر الفل ك و مسيرها ، و مظهر البدور و
نائرها ، و مسخر السحاب و ماطرها ، و مقسم المنازل و مقدرها ، و
مدلج الحنادس و عاكرها ، و محدث الجسا م و قاهرها ، و منشئ
السحاب و مسخرها ، و مكور الدهور ومكررها ، و مورد المور و
مصدرها ، و ضامن الرزاق و مدبرها ، و منشئ الرفات و منشرها ،
أحمده على آلئه و توافرها ، و أشكره على نعمائه و تواترها ، و اشهد
أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ، شهادة يؤدي السل م ذاكرها ، و
يؤمن من العذاب يو م الحساب ذاخرها ، و اشهد أن محمدا عبده
الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها ، و رسوله الفاتح لما استقبل
من الدعوة و ناشرها ، أرسله إلى أمة قد شغل ( شغلت ) بعبادة
الوثان سايرها ، و اغتلطس بضللة دعاة الصلبان ماهرها ، و فخر
بعمل الشيطان فاخرها ، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها ، و
ألم بزخرف الجهالت و الضللت سوء ماكرها ، فأبلغ رسول الله في
النصيحة و ساحرها ، و محا بالقرآن دعوة الشيطان و دامرها ، و أرغم
معاطس جهال العرب و أكابرها ، حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق
ثامرها ، و أستقامت به دعوة العليا و طابت عناصرها .
أيها الناس صار المثل و حقق العمل و كثر الوجل و قرب الجل ، و
دنى الرحيل و لم يبقى من عمري إل القليل فسلوني قبل أن
تفقدوني .
أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات ، أنا مبين اليات ، أنا سفينة
النجاة ، أنا سر الخفيات ، أنا صاحب البينات ، أنا مفيض الفرات ، أنا
معرب التوراة ، أنا المؤلف للشتات ، أنا مظهر المعجزات ، أنا مكلم
الموات ، أنا مفرج الكربات ، أنا محلل المشكلت ، أنا مزيل
الشبهات ، أنا ضيغم الغزوات ، أنا مزيل المهمات ، أنا آية المختار ، أناحقيقة السرار ، أنا الظاهر علي حيدر الكرار ، أنا الوارث علم المختار
، أنا مبيد الكفار ، أنا أبو الئمة الطهار ، أنا قمر السرطان ، أنا شعر
الزبرقان ، أنا أسد الشرة ، انا سعد الزهرة ، أنا مشتري الكواكب ، أنا
زحل الثواقب ، أنا عين الشرطين ، أنا عنق السبطين ، أنا حمل
الكليل ، أنا عطارد التعطيل ، أنا قوس العرا ك ، أنا فرقد السما ك ، أنا
مريخ الفرقان ، أنا عيون الميزان ، أنا ذخيرة الشكور ، أنا مصحح
الزبور ، أنا مؤل التأويل ، أنا مصحف النجيل ، أنا فصل الخطاب ، أنا
أ م الكتاب ، أنا منجد البررة , أنا صاحب البقرة ، أنا مثقل الميزان ، أنا
صفوة آل عمران ، أنا علم العل م ، أنا جملة النعا م ، أنا خامس
الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا صاحب العراف ، أنا مبيد السلف ، أنا
مدير الكر م ، أنا توبة الند م ، أنا الصاد و الميم ، أنا سر إبراهيم ، أنا
محكم الرعد ، أنا سعادة الجد ، أنا علنية المعبود ، أنا مستنبط هود ،
أنا نحلة الخليل ، أنا آية بني إسرائيل ، أنا مخاطب الكهف ، أنا محبوب
الصحف ، أنا الطريق القو م ، أنا موضح مريم ، أنا سورة لمن تلها ،
أنا تذكرة آل طه ، أنا ولي الصفياء ، أنا الظاهر مع النبياء ، أنا مكرر
الفرقان ، أنا آلء الرحمن ، أنا محكم الطواسين ، أنا إما م آل ياسين ،
أنا حاء الحواميم ، أنا قسم ألم ، أنا سائق الزمر ، أنا آية القمر ، أنا
راقب المرصاد ، أنا ترجمة الصاد ، أنا صاحب الطور ، أنا باطن السرور
، أنا عتيد قاف ، أنا قارع الحقاف ، أنا مرتب الصافات ، أنا ساهم
الذاريات ، أنا سورة الواقعة ، أنا العاديات و القارعة ، أنا نون و
القلم ، انا مصباح الظلم ، أنا مؤل القرآن ، أنا مبين البيان ، انا صاحب
اديان ( الديان ) ، انا ساقي العطشان ، أنا عقد اليمان ، أنا قسيم
الجنان ، انا كيوان المكان ، أنا تبيان المتحان ، أنا المان من النيران ،
أنا حجة الله على النس و الجان ، أنا أبو الئمة الطهار ، أنا أبو
المهدي القائم في آخر الزمان .
قال : فقا م إليه مالك الشتر فقال : متى يقو م القائم من ولد ك يا
أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السل م : إذا زهق الزاهق و خفت الحقائق و لحق اللحق ،
وثقلت الظهور و تقاربت المور و حجب المنشور ، و أرغم المالك و
سلك السالك و هلك الهالك ، و عمت الغنوات و بغت العشيرات و
كثرت الغمرات ، و قصر المد و دهش العدد ، و هاجت الوساوس و
غيطل العساعس ، و ماجت المواج و ضعف الحاج ، و أشتد الغرا م و
ازدلف الخصا م ، و اختلفت العرب و أشتد الطلب و نكص الهرب ، وطلبت الديون و ذرفت العيون و اغبن المغبون ، و شاط النشاط و
حاط الهباط ، و عجز المطاع و أظلم الشعاع و صمت السماع ، و
ذهب العفاف و سجسج النصاف ، و استحوذ الشيطان و عظم
العصيان و حكمت النسوان ، و فدحت الحوادث و نفثت النوافث ، و
هجم الواثب و اختلفت الهواء ، و عظمت البلوى و اشتدت الشكوى و
استمرت الدعوى ، و قرض القارض و لمض اللمض ، و تلحم الشداد و
نقل الملحاد ، و عجت الفلة و عجعج الولة ، و نضل البارخ و عمل
الناسخ ، و زلزت الرض و عطل الفرض ، و كتمت المانة و بدت
الخيانة و خشيت الصيانة ، و أشتد الغيض و اراع الفيض ، و قا م
الدعياء و قعد الولياء و خبثت الغنياء و نالوا الشقياء ، و مالت
الجبال و أشكل الشكال و شيع الكربال و منع الكمال ، و ساهم
الشحيح و منع الفليح و كفكف الترويح ، و خدخد البلوع و تكلل
الهلوع ، و فدفد المذعور و ندند الديجور و نكس المنشور ، و عبس
المعبوس ، و كشكش الهموس و اجلب الناموس ، و دعدع الشقيق و
جرثم النيق و نور الفيق ، و أذاد الذائد و زاد الرايد ، و جد الجدود و
مد المدود و كد الكدود و حد المحدود ، و ظل الظليل و علعل العليل و
فضل الفضيل ، و شتت الشتات و شمت الشمات ، و كد الهر م و قضم
القضم و سد م السد م ، و بار الراهب و ذاب الذائب و نجم الثاقب ، و
ورور القرآن و أحمر الديان و سدس الشيطان و ربع الزبرقان ، و ثلث
الحمل و ساهم زحل ، و أفل الفرار و أكثر الزخار و أنبت القدار ، و
كملت العشرة و سدس الزهرة و غمرت الغمرة و طهرت الفاطس و
توهم الكساكس و تقدمتهم النفايس ، فيكدحون الحرائر و يملكون
الجرائر ، و يحدثون في كيسان و يخربون خراسان و يصرفون
الحلسان ، و يهدمون الحصون و يظهرون المصون و يقتطفون
الغصون ، و يفتحون العراق و يحجمون الشقاق بد م يراق ، فعند ذ ك
ترقبوا خروج صاحب الزمان ( عليه السل م ).
ثم جلس ( عليه السل م ) على أعلى مرقاة من المنبر و قال : آه ثم آه
لتعريض الشفاه و ذبول الفواه .
ثم التفت يمينا و شمال و نظر إلى بطون العرب و
ساداتهم و وجوه أهل الكوفة و كبار القبائل بين يديه
و هم صمود كأن على رؤوسهم الطير ، فتنفس
!! الصعداء و أن كمدا و تململ حزنا و سكت هنيئةفقا م إليه سويد ابن نوفل كالمستهزء و هو من سادات
الخوارج فقال : يا أمير المؤمنين أنت حاضر ما ذكرت
!!و عالم بما أخبرت ؟؟
قال : فالتفت إليه الما م ( عليه السل م ) و رمقه
بعينه رمقة غضب ، فصاح سويد بن نوفل صيحة
عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته و
!! ساعته فأخرجوه من المسجد و قد تقطع إربا إربا
فقال ( عليه السل م ) : أ بمثلي يستهزءون ؟؟ أ م علي
يتعرض المتعرضون ؟؟
أو يليق لمثلي أن يتكلم بما ل يعلم و يدعي ما ليس له
بحق ، هلك و الله المبطلون و أيم الله لو شئت ما
تركت عليها من كافر بالله و ل منافق برسوله و ل
مكذبا بوصية ، و إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و
. أعلم من الله ل تعلمون
قال : فقا م إليه صعصعة بن صوحان و ميثم و إبراهيم
بن مالك الشتر و عمر بن صالح فقالوا : يا أمير
المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان ؟؟ فإن
قولك يحي قلوبنا و يزيد في إيماننا ؟؟
. فقال ( عليه السل م ) : حبا و كرامة
ثم نهض ( عليه السل م ) قائما و خطب خطبة بليغة
تشوق إلى الجنة و نعيمها ، و تحذر من النار و
: ( جحيمها ، ثم قال ( عليه السل م
أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله ( صلى الله
عليه و آله وسلم ) يقول : " تجتمع في أمتي مائة . " خصلة لم تجتمع في غيرها
فقا م العلماء و الفضلء يقبلون بواطن قدميه و
قالوا : يا أمير المؤمنين نقسم عليك بإبن عمك رسول
الله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكل م
!! يفهمه العاقل و الجاهل
فقال ( عليه السل م) بعد أن حمد الله و أثنى عليه و
ذكر النبي فصلى عليه : أنا مخبركم بما يجري من بعد
موتي ، و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم
بالمر من ذرية ولدي الحسين ، و إلى ما يكون في آخر
. الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان
فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟؟
فقال ( عليه السل م ) : إذا وقع الموت في الفقهاء ، و
ضيعت أمة محمد المصطفى الصلة و اتبعوا الشهوات
و قلت المانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و
استشعروا ( استشرعوا ) شتم الباء و المهات ، و
رفعت الصلة من المساجد بالخصومات و جعلوها
مجالس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من
الحسنات و عوصرت السموات ، فحينئذ تكون السنة
كالشهر و الشهر كالسبوع و السبوع كاليو م و اليو م
كالساعة ، و يكون المطر فيضا و الولد غيضا و يكون
أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من
رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه
الدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من
الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ
من الثعلب و أطمع من الشعب و الزق من الجرب ، ل
يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبو ك ، و إن أمنتهم خانو ك ، و إن وليت عنهم إغتابو ك ، و إن كان
لك مال حسدو ك ، و إن بخلت عنهم بغضو ك ، و إن
وضعتهم شتمو ك ، سماعون للكذب أكالون للسحت
يستحلون الزنا و الخمر و المقالت و الطرب و الغناء ،
الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و
العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكر م ، و
الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و
القوي عندهم مالك ، ل يأمرون بالمعروف و ل ينهون
عن المنكر ، عندهم المانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و
يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و
يسعى في هل ك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون
الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ،
و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و
قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و
تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة
الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و
شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء
، و تركب السروج الفروج فتكون المرأة مستولية
على زوجها في جميع الشياء ، و تحج الناس ثلثة
وجوه : الغنياء للنزهة ، و الوساط للتجارة ، و
. الفقراء للمسألة
و تبطل الحكا م و تحبط السل م و تظهر دولة الشرار
و يحل الظلم في جميع المصار فعند ذلك يكذب التاجر
في تجارته ، و الصايغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة
في صناعته ، فتقل المكاسب و تضيق المطالب و
تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد و يقل الرشاد ،
فعندها تسود الضمائر و يحكم عليهم سلطان جائر ، و
كلمهم أمر من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا
كان كذلك ماتت العلماء و فسدت القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول
المال و تقل العمار و تبنى السوار في البلدان
مخصوصة لوقع العظائم النازلت ، فعندها لو صلى
أحدهم يومه و ليلته فل يكتب له منها شيء و ل تقبل
صلته لن نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف
يظلم الناس ؟! و كيف يحتال على المسلمين ؟! ، و
يطلبون الرياسة للتفاخر و المظالم ، و تضيق على
مساجدهم الماكن ، و يحكم فيهم المتآلف ، و يجور
بعضهم بعضا عداوة و بغضا ، و يفتخرون بشرب
الخمور و يضربون في المساجد العيدان و الزمور فل
ينكر عليهم أحد ، و أولد العلوج يكونون في ذلك
الزمان الكابر و يرع القو م سفهاؤهم و يملك المال
من ل يملكه كان له باهل لكع من اولد اللكوع ، و تضع
الرؤساء رؤسا لمن ل يستحقها ، و يضيق الذرع و
يفسد الزرع و تفشوا البدع و تظهر الفتن ، كلمهم
فحش و عملهم وحش و فعلهم خبث ، و هم ظلمة
غشمة و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما
يشتهون و قضاتهم بما ل يعلمون يحكمون ، و أكثرهم
بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم
مرفوعا و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، و
الفقير مهجور و مبغوض و الغني محبوب و مخصوص ،
و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل
نما م كاذب ، و ينكس الله منهم الرؤوس و يعمي منهم
القلوب التي في الصدور ، أكلهم سمان الطيور و
الطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير ، يستحلون
الربا و الشبهات ، و يتعارضون للشهادات يراءون
بالعمال قصراء الجال ، ل يمضي عندهم إل من كان
نهاما يجعلون الحلل حراما ، أفعالهم منكرات و
قلوبهم مختلفات ، يتدارسون فيما بينهم بالباطل و ل
يتناهون عن منكر فعلوه يخاف أخيارهم أشرارهم يتوازرون في غير ذكر الله تعالى ، يهتكون فيما بينهم
بالمحار م و ل يتعاطون بل يتدابرون إن رأووا صالحا
ردوه ، و إن رأووا نهاما إستقبلوه ، و من اساءهم
يعظموه ، و تكثر أولد الزنا و الباء فرحين بما يرون
من أولد القبيح فل ينهوهم و ل يردونهم عنه ، و يرى
الرجل من زوجته القبيح فل ينهاها و ل يردها عنه ، و
يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى
لو نكحت طول و عرضا لم تهمه و ل يسمع ما قيل
فيها من الكل م الرديء فذالك هو الديوث الذي ل يقبل
الله له قول ول عدل ، حذارا فأكله حرا م و منكحه
حرا م فالواجب قتله في شرع السل م و فضيحته بين
النا م ، و يصلى سعيرا في يو م القيامة ، و في ذلك
يعلنون بشتم الباء و المهات و تذل السادات ، وتعلوا
النباط و يكثر الختباط ، فما أقل الخوة في الله
تعالى ، و تقل الدراهم الحلل و ترجع الناس الى شر
حال ، فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على
أضعف المساكين ، و ثوب الفهد إلى فريسته و يشح
الغني بما في يديه ، و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا
ويل للفقير و ما يحل به من الخسران و الذل و الهوان
في ذلك الزمان المستضعف بأهله ، و سيطلبون مال
يحل لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن ل قبل لهم
بها أل و إن أولها الهجري القصير ، و في آخرها
السفياني و الشامي و أنتم سبع طبقات
فالطبقة الولى أهل تنكيل و قسوة إلى السبعين ( سنة ) من
الهجرة .
و الطبقة الثانية أهل تبادل و تعاطف إلى المائتين و ثلثين سنة من
الهجرة .
و الطبقة الثالثة أهل تزاور و تقاطع إلى الخمس مائة و خمسون سنة
من الهجرة .
و الطبقة الرابعة أهل تكالب و تحاسد إلى السبعمائة سنة منالهجرة .
و الطبقة الخامسة أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة
من الهجرة .
و الطبقة السادسة أهل الهرج و المرج و تكالب العداء و ظهور أهل
الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
و الطبقة السابعة فهم أهل حيل و غدر و حرب و مكر و خدع و فسوق
و تدابر و تقاطع و تباغض و الملهي العظا م و المغاني الحرا م و
المور المشكلت في إرتكاب الشهوات ، و خراب المدائن و الدور ، و
إنهدا م العمارات و القصور ، و فيها يظهر الملعون من وادي الميشو م
( المشؤو م ) ، و فيها إنكشاف الستر و البروج و هي على ذلك إلى أن
يظهر قائمنا المهدي صلوات الله و سلمه عليه .
قال : فقامت إليه سادات أهل الكوفة و أكابر العرب و قالوا : يا أمير
المؤمنين و بين لنا أوان هذه الفتن و العظائم التي ذكرتها لنا ، فقد
كادت قلوبنا أن تنفطر و أرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا
أسـفاه على فراقنا إيا ك فل أرانا الله فيك سوءا و ل مكروها .
فقال علي ( عليه السل م ) : قضي المر الذي فيه تستفتيان كل نفس
ذائقة الموت !!
قال فلم يبق أحد إل و بكى لذلك قال ( عليه السل م ) :
أل و إن تدار ك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة و الحرمين من جوع
أغبر و موت أحمر أل يا ويل لهل بيت نبيكم و شرفائكم من غلء و
جوع و فقر و وجل حتى يكونوا في أسوأ حال بين الناس أل و إن
مساجدكم في ذلك الزمان ل يسمع لهم صوت فيها و ل تلبي فيها
دعوة ثم ل خير في الحياة بعد ذلك و أنه يتولى عليهم ملو ك كفرة من
عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ، أل و إن أول من يلي أمركم بنوا
أمية ثم تملك من بعدهم ملو ك بني العباس فكم فيهم من مقتول و
مسلوب ، ثم أنه ( عليه السل م ) قال :
آه آه أل يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيها من السفياني في ذلك
الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و
ليوث قشاعمة أول ( حرف ) بإسمه (( ش )) ، إذا خرج الغل م الشتر و
عالم بإسمه فيأتي إلى البصرة و آل بإسمه على البصرة ، أتى البصرة
فيقتل ساداتها و يسبي حريمها فإني لعرف بها كم من وقعة تحدث
بها و بغيرها ، و تكون بها وقعات بين تلول و آكا م فيقتل اسم ويستعبد بها صنم ثم يسير فل يرجع إل بالجر م فعندها يعلو الصياح و
يقتحم بعضها بعضا ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم يملك
حريمكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم ، عمره طويل و شره غزير
رجاله ضراغمة و تكون له وقعة عظيمة أل و أنها فتن يهلك فيها
المنافقون و القاسطون و الذين فسقوا في دين الله تعالى و بلده و
لبسوا الباطل على جادة عبادة ، فكأني بهم قد قتلوا أقوى ما تخاف
الناس أصواتهم و تخاف شرهم فكم من رجل مقتول و بطل مجدول
يهابهم الناظر إليهم ، قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها آخرها
أل و إن لكوفانكم هذه آيات و علمات و عبرة لمن إعتبر أل و إن
السفياني يدخل البصرة ثلث دخلت يذل العزيز و يسبي فيها الحريم ،
أل يا ويل المنتفكة و ما يحل بها من سيف مسلول و قتيل مجدول ، و
حرمة مهتوكة ثم يأتي " الزوراء " الظالم أهلها فيحول الله بينها و
بين أهلها فما أشد أهلها بنيه و بنيها و أكثر طغيانها و أغلب
سلطانها .
ثم قال ( عليه السل م ) :
الويل لديلم و أهل شاهون و عجم ل يفقهون تراهم بيض الوجوه سود
القلوب نائرة الحروب قاسية قلبوهم سود ضمايرهم ، الويل ثم الويل
لبلد يدخلونها و أرض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لمس
صغيرهم أكثر هما من كبيرهم تلتقيهم الحزاب و يكثؤ فيما بينهم
الضراب و تصحبها الكراد و أهل الجبال و سائر البلدان ، و تضاف
إليهم الكرد و الهمدان و حمزة و عدنان حتى يلحقوا بأرض العجا م
من ناحية خراسان فيحلون قريبا من قزوين و سمرقند و كاشان
فيقتلون السادات فيها من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز ، أل
يا ويل لهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الفات من أهل
الطراطر المذهبات ، و يا ويل لهل عمان و ما يحل بها من الذل و
الهوان و كم من وقعة فيها من العراب فنتقطع منهم السباب ،
فيقتل فيها الرجال و تسبى فيها الحريم و يا ويل لهل آوال مع
صابون من كافور الملعون يذبح رجالهم و يستحي نساءهم و إني
لعرف بها ثلثة عشر وقعة : الولى بين القلعتين ، و الثانية في
الصليب ، و الثالثة في الجنيبة ، و الرابعة عند نوبا ، و الخامسة عند
أهل عراد و أكراد ، و السادسة في أواكر خارقان ، و في سار و بين
الجبلين و بئر حنين و يمين الكثيب و ذروة الجبل و يمين شجرات
النبق ، أل يا ويل للكنيس و ذكوان و ما يحل بها من الذل و الهوان منالجوع و الغلء و الويل لهل خراسان و ما يحل بها من الذل الذي ل
يطاق ، و يا ويل للري و ما يجعل بها من القتل العظيم و سبي الحريم
و ذبح الطفال و إعدا م الرجال ، و يا ويل لبلدان الفرنج و ما يحل بها
من الغراب ، و يا ويل لبلدان السند و الهند و ما يحل بها من القتل و
الذبح و الخراب في ذلك الزمان ، فيا ويل لجزيرة قيس من رجل
مخيف ينزل بها هو و من معه فيقتل جميع من فيها و يفتك بأهلها و
إني لعرف بها خمس وقعات عظا م فأول وقعة منها على ساحل
بحرها قريب من برها ، و الثانية مقابلة كوشا ، و الثالثة من قرنها
الغربي ، و الرابعة بين الزولتين و الخامسة مقابلة برها ، أل يا ويل
لهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية و مكان فتؤخذ
كبارها و تسبي صغارها و إني لعرف بها سبعة وقعات عظا م فأول
وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمى
سماهيج ، و الوقعة الثانية تكون في القاطع و بين النهرين عن عين
البلد و قرنها الشمالي الغربي و بين البلة و المسجد و بين الجبل
العالي و بين التلتين المعروف بجبل " حبوة " ثم يقبل الكرخ بين التل
و الجادة و بين شجرات النبق المعروفة بالسديرات بجانب سطر
الماجي ثم الحورتين و هي سابعة الطامة الكبرى ، و علمة ذلك يقتل
فيها رجل من أكابر العرب في بيته و هو قريب من ساحل البحر
فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتتغير العرب عليه فتقتل الرجال و تنهب
الموال ، فتخرج بعد ذلك العجم على العرب و يتبعوهم إلى بلد
الخط ، أل يا ويل لهل الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا
فأولها وقعة بالبطحاء و وقعة بالديورة و وقعة بالصفصف و وقعة
على الساحل و وقعة بدارين و وقعة بسوق الجزارين و وقعة بين
السكك و وقعة بين الزراقة و وقعة بالجرار و وقعة بالمدارس و وقعة
بتاروت ، أل يا ويل لهجر و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحية
الكرخ و وقعة عظيمة بالعطر تحت التليل المعروف بالحسيني ثم
بالفرحة ثم بالقزوين ثم خنور بالراكة ثم بأ م خنور أل يا ويل نجد ما
يحل بها من القحط و الغلء و إني لعرف بها وقعات عظا م بين
المسلمين ، أل يا ويل للبصرة و ما يحل بها من الطاعون و من الفتن
يتبع بعضها بعض ا و إني لعرف وقعات عظا م بواسط و وقعات
مختلفات بين الشط و المجينة و وقعات بين العوينات أل يا ويل بغداد
من الري من موت و قتل و خوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما
بينهم السيف فيقتل ما شاء الله و علمة ذلك إذا ضعف سلطان الرو م
و تسلطت العرب و دبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلكتخرج العجم على العرب و يملكون البصرة ، أل يا ويل لفلسطين و ما
يحل بها من الفتن في ذلك الزمان و جميع البلدان الغرب و الشرق و
الجنوب و الشمال أل و إنه تركب الناس بعضهم على بعض ، و تتواثب
عليهم الحروب الدائمة و ذلك بما قدمت أيديهم و ما ربك بظل م
لعبيد .
ثم أنه ( عليه السل م ) قال :
ل تفرحوا بالخلوع من ولد العباس فإنه أول علمة التغيير أل و إني
أعرف ملكوهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان .
فقا م إليه رجل إسمه القعقاع من سادات العرب و قال له : يا أمير
المؤمنين بين لنا أسماءهم ؟؟
فقال ( عليه السل م ) : أولهم الشامخ فهو الشيخ و السهم المارد ، و
المثير العجاج ، و السفور ، و الفجور ، و المقتول بين الستور ، و
صاحب الجيش العظيم ، و المشهور ببأسه و المحشور من بطن
السباع ، و المقتول مع الحر م و الهارب إلى بلد الرو م ، و صاحب
الفتنة الدهماء ، و المكبوب على رأسه بالسوق ، و الملحق المؤتمن ،
و الشيخ المكتوف الذي ينهز م إلى نينوى و في رجعته يقتل رجل من
ولد العباس ، و مالك الرض بمصر ، و ماحي السم ، و السباع
الفتان ، و الدناح الملح ، و الثاني الشيخ الكبير الصلع الرأس ، و
النفاض المرتعد و المدل بالفروسية و اللسين الهجين ، و الطويل
العمر ، و الرضاع لهله ، و المارق للزور ، و البرش الثلم ، و بناء
القصور ، و رميم المور ، و الشيخ الرهيج ، و المنتقل من بلد إلى
بلد ، و الكافر المالك أرباب المسلمين ، و ضعيف البصر ، و قليل
العمر أل و أن من بعده تحل المصائب و كأني بالفتن و قد أقيلت من
كل مكان كقطع الليل المظلم .
ثم قال ( عليه السل م ) : معاشر الناس ل تشكوا في قولي هذا فإني
ما أدعيت و ل تكلمت زورا و ل أنبئكم إل بما علمني رسول الله
( صلى الله عليه و آله و سلم ) و لقد أودعني ألف مسألة يتفرع من
كل مسألة ألف باب من العلم و يتفرع من كل باب مائة ألف باب ، و
إنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها إذا وقعتم في الفتن مع قلة
إعتصابكم فيا كثرة فتنكم ، و خبث زمانكم ، و خيانة حكامكم ، و ظلم
قضاتكم ، و كلبة تجاركم ، و شحة ملوككم ، و فشي أسراركم ، و ماتنحل أجسامكم ، و تطول آمالكم ، و كثرة شكواكم ، و يا قلة معرفتكم
، و ذلة فقيركم ، و تكبر أغنياءكم ، و قلة رحماءكم ، إنا لله و إنا إليه
راجعون من أهل ذلك الزمان تحل فيهم المصائب و ل يتعضون
بالنوائب ، و لقد خالط الشيطان أبدانهم و ربح في ابدانهم و ولج في
دمائهم و يوسوس لهم بالفك حتى تركت الفتن المصار و يقول
المؤمن المسكين المجب لنا إني من المستضعفين ، و خير الناس
نفسه و الذي يسكن قريبا من بيت المقدس طالبا لثأر النبياء .
معاشر الناس ل يستوي الظالم و المظلو م ول الجاهل و العالم و ل
الحق و الباطل و ل العدل و الجور إل و أن له شرايع معلومة غير
مجهولة ول يكون نبي إل وله أهل بيت و ل يعيش أهل بيت نبي إل و
لهم أضداد يردون إطفاء نورهم و نحن أهل بيت نبيكم ، أل و إن
دعوكم إلى سبنا فسبونا و إن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا و إن
دعوكم إلى لعننا فالعنونا و إن دعوكم إلى البراءة منا فل تتبرؤا منا و
مدوا أعناقكم للسيف و احفظوا يقينكم فإنه من تبرء منا بقلبه تبرء
الله منه و رسوله إل و أنه ل يلحقنا سبا و ل شتما و ل لعنا .
ثم قال ( عليه السل م ) : فيا ويل مساكين هذه المة و هم شيعتنا و
محبينا و هم عند الناس كفار و عند الله أبرار ، و عند الناس كاذبين و
عند الله صادقين ، و عند الناس ظالمين و عند الله مظلومين ، و عند
الناس جائرين و عند الله عادلين ، و عند الناس خاسرين و عند الله
رابحين فازوا و الله باليمان و خسر المنافقون و معاشر الناس ، إنما
وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلة و يؤتون
الزكاة و هم راكعون ، معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون إن
علي بن أبي طالب يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيي الموتى و يميت
الحياء و هو على كل شيء قدير كذبوا و رب الكعبة . .
أيها الناس قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا مربوبين إل و إنكم
ستختلفون و تتفرقون إل و أن أول السنين إذا إنقضت سنة مائة و
ثلثة و ستون سنة فتوقعوا أول الفتن فإنها نازلة عليكم ثم يأتيكم
في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها و الغزو تغزوا بأهلها ، و السقطاء
تسقط الولد من بطون أمهاتهم ، و الكسحاء تكسح فيها الناس من
القحط و المحن ، و الفتناء تفتن بها من اهل الرض ، و النازحة تنزح
بأهلها إلى الظلم ، و الغمراء تغمر فيها الظلم ، و المنفية تنفي منهماليمان ، و الكراء تكر عليهم الخيل من كل جهة ، و البرشاء يخرج فيها
البرش من خراسان ، و السؤل يخرج فيها ملك الجبال إلى جزائر
البحر يقهرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ، ثم تخرج بعد ذلك العرب و
يخرج صاحب علم أسود على البصرة فتقصده الفتيان إلى الشا م ، ثم
العناء عنت الخيل بأعنتها في ديار البصرة ، و الطحناء القوات من كل
مكان ، و الفاتنة تفتن أهل العراق ، و المرحاء تمرح الناس إلى
اليمن ، و السكتاء تسكت الفتن بالشا م ، و الحدراء إنحدرت الفتن إلى
الجزيرة المعرفة " أوال " قبال البحرين ، و الطموح تطمح الفتن في
خراسان ، و الجوراء جارت الفتن بأرض فارس ، و الهوجاء هاجت
الفتن بأرض الخط ، و الطولء طالت الخيل على الشا م ، و المنزلة
نزلت الفتن بأرض العراق ، و الطائرة تطايرت الفتن بأرض الرو م ، و
المتصلة إتصلت الفتن بأرض الرو م ، و المحربة هاجت الكراد من شهر
زور ، و المرملة ارملت النساء من العراق ، و الكاسرة تكسرت الخيل
على أهل الجزيرة ، و الناحرة نحرت الناس بالشا م ، و الطامحة
طمحت الفتنة بالبصرة ، و القتالة قتلت الناس على القنطرة براس
العين ، و المقبلة أقبلت الفتنة إلى أرض اليمن و الحجاز ، و الصروخ
مصرخة أهل العراق فل تئمن لهم ، و المستمعة اسمعت أهل اليمان
في منامهم ، و الساحبة سحبت الخيل في القتل إلى أرض الجزيرة و
الكراد يقتل فيها رجل من ولد العباس على فراشه ، و الكرباء أماتت
المؤمنين بكربهم و حسراتهم ، و الغامرة غمرة الناس بالقحط ، و
السائلة سال النفاق في قلوبهم ، و الغرقاء تغرق أهل الخط ، و
الحرباء نزل القحط بأرض الخط و هجر كل ناحية حتى أن السائل يدور
و يسأل فل أحد يعطيه و ل يرحمه أحد ، و الغالية تغلوا طائفة من
شيعتي حتى يتخذوني ربا و إني بريء مما يقولون ، و المكثاء تمكث
الناس فربما ينادي فيها الصارخ مرتين أل و إن الملك في آل علي بن
أبي طالب فيكون ذلك الصوت من جبرائيل ، و يصرخ إبليس لعنه الله
أل و إن الملك في آل أبي سفيان فعند ذلك يخرج السفياني فتتبعه
مئة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق ما بين جلولء و خانقين فيقتل
فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش ، ثم يخرج شعيب بن صالح من
بين قصب و آجا م ، فالعجب كل العجب ما بين جمادي و رجب مما يحل
بأرض الجزائر و عندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر
فيواقعه في ذلك اليو م ، ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون على
رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألف صاحب محل و ترجع الفتنة
إلى العراق ، و تظهر فتنة شهر زور و هي الفتنة الصماء و الداهيةالعظمى و الطامة الدهماء المسماة " بالهلهم " .
قال الراوي فقامت جماعة و قالوا : يا أمير المؤمنين بين لنا أين
يخرج هذا الصفر ؟؟ و صف لنا صفته ؟؟
فقال ( عليه السل م ) : أصفه لكم .. مديد الظهر قصير الساقين
سريع الغضب يواقع إثنتين و عشرين و قعة و هو شيخ كبير كردي
بهي طويل العمر تدين له ملو ك الرو م خدودهم وطاء لهم على سلمة
من دينه و حسن يقينه ، و علمة خروجه يخرب ذلك الوادي الشيخ
صاحب السرداق المستولى على الثغور ثم يملك رقاب المسلمين و
تضاف إليه رجال الزوراء و تقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير و
يكون خسف كثير و تقع الفتنة بالزوراء ، و يصيح صائح إلحقوا
بإخوانكم بشاطىء الفرات و تخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل
منهم خمسون ألف قتيل و تقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال و
يرجع باقيهم إلى الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم
كذلك فيصل الخبر إلى أرض الجزائر فيقولون إلحقوا بإخوانكم فيخرج
منهم رجل أصفر اللون ، و يسير في عصابة إلى أرض الخط و تلحقه
أهل هجر و أهل نجد ثم يدخلون البصرة فيتعلق به رجالها و لم يزل
يدخل من بلد إلى بلد حتى يدخل مدينة حلب فتكون فيها وقعة عظيمة
فيمكثون بها مائة ثم أنه يدخل الصفر الجزيرة ، و يطلب الشا م
فيواقعه وقعة عظيمة خمسة و عشرين يوما و يقتل فيما بينهم خلق
كثير و يصعد جيش العراق إلى بلد الجبل ، و ينحدر الصفر يطلب
الكوفة فيبقى فيها فيأتي الخبر من الشا م أنه قد قطع على الحاج
فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فل يحج أحد من الشا م و ل من مصر و
يكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك و يصرخ صارخ من بلد الرو م
أنه قد قتل الصفر فيخرج الجيش إلى الرو م في ألف سلطان و تحت
كل سلطان مائة ألف سلطان مقاتل و صاحب سيف محلي و ينزلون
بأرض أرجون قريب مدينة السودان ثم ينتهي إلى جيش المدينة
الهالكة المعروفة بأ م الثغور الذي نزلها سا م بن نوح ، فتقع الواقعة
على بابها فل يرحل جيش الرو م عنها حتى يخرج عليهم رجل من حيث
ل يعلمون و معه جيش عظيم فيقتل منهم مقتلة عظيمة ، و ترجع
الفتنة الى الزوراء فيقتل بعضهم بعضا ثم تنتهي الفتنة فل يبقى غير
خليقتين يهلكان في يو م واحد فيتقل أحدهما في الجانب الغربي و
الخر في الجانب الشرقي ، فيكون ذلك فيما يسمعونه أهل الطبقةالسابعة ، فيكون في ذلك خسف كثير و كسوف واضح فل ينهاهم ذلك
عما يفعلون من المعاصي .
قال : فقا م إليه ابن اليقظين و جماعة من وجوه أصحابه و قالوا : يا
أمير المؤمنين إنك ذكرت لنا السفياني و الشامي و نريد أن تبين لنا
أمره ؟؟
قال ( عليه السل م ) : ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة ... !
فقالوا : اشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتى نكون على بصيرة من
البيان !؟
فقال ( عليه السل م ) : علمة خروجه ثلث رايات : راية من العرب فيا
ويل لمصر و ما يحل بها منهم ، و راية من البحرين من جزيرة " أوال
" من أرض فارس ، و راية من الشا م فتدو م الفتنة بينهم ثم يخرج
رجل من العباس فيقولون أهل العراق قد جاءكم قو م خفاف أصحاب
أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشا م و فلسطين و يرجعون إلى رؤساء
الشا م و مصر ، فيقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه
بغوطة دمشق بموضع يقال له صرتا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني
كلب و بني دهانة و يكون له بالواد اليابس عدة عديدة فيقولون له : يا
هذا ما يحل لك أن تضيع السل م أما ترى إلى الناس فيه من أهوال و
فتن ، فأتق الله و أخرج لنصر دينك .
فيقول : أنا لست بصاحبكم .
فيقولون له : ألست من قريش و من أهل بيت الملك القائم أما
تغتصب لهل بيت نبيك و ما قد نزل بهم من الذل و الهوان منذ زمان
طويل ، فإنك ما تخرج رغبا بالموال و رغد العيش بل محاميا لدينك ،
فل يزال القو م يختلفون إليه واحدا بعد واحد فعندما يقول : اذهبوا
إلى خلفاءكم الذين كنتم لهم هذه المدة ، ثم أنه يجيبهم و يخرج معهم
يو م الجمعة فيصعد منبر دمشق ثم يخطب و يأمرهم بالجهاد و يبايعهم
( و يبايعونه ) على أنهم ل يخالفون أمره رضوه أ م كرهوه ، ثم يخرج
إلى الغوطة و ل يلج بها حتى تجتمع الناس إليه و يتلحقون أهل
الصفائر فيكون في خمسين ألف مقاتل ، فيبعث أخواله بني كلب
فيأتون له مثل السيل السايل فيبايعون عن ذلك رجال بربين يقاتلون
رجال الملك ابن ( فلن) العباس فعند ذلك يخرج السفياني في
عصائب أهل الشا م فتختلف ثلث رايات فراية التر ك ، و ( راية ) العجم
و هي سوداء ، و راية السفياني فيقتتلون ببطن الزرقي قتال شديداً فيقتل منهم ستون ألف ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير
و يملك بطونهم حتى يقال فيه " و الله ما كان يقال عليه إل كذبا " ،
و الله إنهم لكاذبون و ل يعلمون ما تلقه أمة محمد منه ما قالوا ذلك
حتى يسير فأول سيره إلى حمص و إن أهلها بأسوء حال ثم يعبر
الفرات من باب مصر و ينزع الله من قلبه الرحمة و يسير إلى موضع
يقال له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فل تبقى بلد إل و بلغهم
خبره فيدخل من ذلك خوف و جزع فل يدخل بلدا بعد بلد إل واقع
أهلها فأول وقعة يوقعها بحمص ثم يرجع إلى دمشق و قد دانت له
الخلق ، فيجيش جيشا إلى المشرق فيقتل بالزوراء سبيعن ألفا و
يبقر بطون ثلثمائة إمرأة حامل ، و يخرج الجيش إلى كوفانكم هذه
فكم من با ك و باكية فيقتل بها خلق كثير ، و أما جيش المدينة فإنه إذا
توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فل يبقى منهم أحد إل و
خسف الله به الرض و يكون في إثر الجيش رجلن أحدهما بشير و
الخر نذير فينظرون إلى ما أنزل بهم فل يرون إل رؤوسا خارجة من
الرض فيقولن بما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله
وجوهما إلى القهقري فيمضي أحدهما إلى المدينة و هو البشير
فيبشرهم بما سلمهم الله تعالى و الخر نذير فيرجع إلى السفياني و
يخبره بما أصاب الجيش قال و عند جهينه الخبر الصحيح لنهما من
جهينه بشير و نذير فيهرب قو م من أولد رسول الله و هم أشراف
إلى بلد الرو م فيقول السفياني لملك الرو م : رد علي عبيدي فيردهم
إليه فيضرب أعناقهم على درج الباب الشرقي لجامع دمشق فل ينكر
ذلك عليه أحد أل و إن علمة ذلك تجديد السوار بالمدائن .
فقيل : يا أمير المؤنين إذكر لنا السوار ؟؟
فقيل : يا أمير المؤنين إذكر لنا السوار ؟؟
فقال ( عليه السل م ) : تجديد السوار و العجوز و حران يبنى عليهما
سوران ، و على واسط سور ، و البيضاء يبني عليها سور ، و الكوفة
يبني عليها سوران ، و على شوشتر سور ، و على أرمينية سور ، و
على الموصل سور ، و على همدان سور ، و على الرقة سور ، و على
ديار يونس سور ، و على حمص سور ، و على ماردين سور ، و على
الرقطاء سور ، و على الرهبة يور و على دير هند سور و على القلعة
سور.
معاشر الناس أل أنه و إذا ظهر السفياني تكون له وقايع عظا م فأول
وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبـأ ثم برأس العين ثم
بنصيبين ثم بالموصل و هي وقعة عظيمة ثم تجتمع إلى الموصل
رجال الزوراء و من ديار يونس إلى اللخمة و تكون وقعة عظيمة يقتل
فيها سبعون ألفا و يجري على الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل
إلى السفياني و يقتل منهم ستين ألفا و إن فيها كنوز قارون و لها
أحوال عظيمة بعد الخسف و القذف و المسخ و تكون أسرع ذهابا في
الرض من الوتد الجيد في أرض الرجف .
حتى قال ( عليه السل م ) : و ل يزال السفياني يقتل كل من إسمه
محمد و علي حسن و حسين و فاطمة و جعفر و موسى و زينب و
خديجة و رقية بغضا و حنقا لل محمد ، ثم يبعث في جميع البلدان
فيجمع له الطفال و يغلي لهم الزيت فيقول له الطفال : إن كان
آباءنا عصو ك فما ذنبنا نحن ؟؟!!!
فيأخذ كل من إسمه علي فيغليهم في الزيت ثم يسير إلى كوفانكم
هذه فيدور فيها كما تدور الدوامة فيفعل بالرجال كما يفعل بالطفال
و يصلب على بابها كل من إسمه حسن و حسين ثم يسير إلى المدينة
فينهبها في ثلثة أيا م و يقتل فيها خلق كثير و يصلب على مسجدها
كل من إسمه حسن و حسين فعند ذلك يغلي دمائهم كما غلي د م
يحيى بن زكريا فإذا رأى ذلك المر أيقن بالهل ك فيولى هاربا و يرجع
منهزما إلى الشا م فل يرى في طريقه أحد يخالفه عليه فإذا دخل إلى
بلده إعتكف على شرب الخمر و المعاصي و يأمر أصحابه بذلك ،
فيخرج السفياني و بيده حربة و يأمره بالمرأة فيدفعها إلى بعض
أصحابه فيقول له : إفجر بها وسط الطريق ؟؟!!
فيفعل بها ثم يبقر بطنها و يسقط الجنين من بطن أمه فل يقدر أحد
أن ينكر عليه ذلك ، فعندها تضطرب الملئكة في السموات و يأذن الله
بخروج القائم من ذريتي و هو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل
مكان فينزل حينئذ جبرائيل على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل
الدنيا : " قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ثم إنه
( عليه السل م ) تنفس الصعداء و جعل يقول :
بني إذا ما جاشت التر ك فإنتظر ... ولية المهدي يقو م و يعد ُل
و ذل الملو ك الظلم من آل هاشم ... و بويع منهم من يذل و يهز ُل
صبي من الصبيان ل رأي عنده ... و ل عنده حد و ل هو يعق ُل
و ثم يقو م القـــــائم الحق منكم ... و بالحق يأتيكم و بالحق يعم ُل
سمي رســـول الله نفسي فداؤه ... فل تخـــذلوه يا بني و عجلواثم قال ( عليه السل م ) : فيقول جبرائيل في صيحة يا عباد الله
إسمعوا ما أقول : " إن هذا مهدي آل محمد خارج من أرض مكة
فأجيبوه " .
قال الراوي : فقا م إليه الفضلء و العلماء و وجوه أصحابه و قالوا : يا
أمير المؤمنين صف لنا هذا المهدي فإنا قلوبنا اشتاقت إلى
ذكره ؟؟!!
فقال ( عليه السل م ) : هو صاحب الوجه القمر و الجبين الزهر و
صاحب العلمة و الشامة العالم الغير معلم و المخبر بالكائنات قبل أن
تعلم معاشر الناس ، أل و إن الدين فينا قامت حدوده و أخذ علينا
عهوده أل و أن المهدي يطلب القصاص ممن ل يعرف حقنا و هو
الشاهد بالحق و خليفة الله على خلقه إسمه كأسم جده رسول الله
ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي ، فنحن
الكرسي و أصل العلم و العمل فمحبينا هم الخيار و وليتنا فصل
الخطاب و نحن حجة الحجاب أل و إن المهدي أحسن الناس خلقا و
خلقة ثم إذا قا م تجمع إليه أصحابه على عدة أهل بدر و أصحاب
طالوت و هم ثلثمائة عشر رجل كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم
مثل زبر الحديد لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لزالوها عن
مواضعها فهم الذين وحدوا الله تعالى حق توحيده ، لهم بالليل أصوات
كأصوات الثواكل حزنا من خشية الله تعالى قوا م الليل صوا م النهار
كأنما آباءهم أب واحد و أ م واحدة قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة
أل و إني لعرف أسماءهم و أمصارهم .
.
فقاموا إليه جماعة من أصحابه و قالوا : يا أمير المؤمنين نسألك بالله
و بإبن عمك رسول الله أن تسميهم بأسمائهم و أمصارهم فلقد ذابت
قلوبنا من كلمك ، فقال ( عليه السل م ) :
إسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة و
آخرهم من البدال فالذين من أهل البصرة رجلن إسم أحدهما علي و
الخر محارب ، و رجلن من قاشان عبد الله و عبيد الله ، و ثلثة رجال
من المهجمة محمد و عمر و مالك ، و رجل من السند عبد الرحمن ، و
رجلن من حجر موسى و عباس ، و رجل من كورة إبراهيم ، و رجل
من شيراز عبد الوهاب ، و ثلثة رجال من ساوة أحمد و يحيى و فلح ،
و ثلثة رجال من زين محمد و حسن و فهد ، و رجلن من جمير مالك
وناصر ، و أربعة رجال من شيران و هم عبد الله و صالح و جعفر وإبراهيم ، و رجل من عقر أحمد ، و رجلن من المنصورية عبد الرحمن
و ملعب ، و أربعة رجال من سيراف خالد و مالك و حوقل و إبراهيم ،
و رجلن من خونخ محروز و نوح ، و رجل من المثقة هارون ، و رجلن
من الصين مقداد و هود ، و ثلثة رجال من الهوقين عبد السل م و
فارس و كليب ، و رجل من الزناط جعفر ، و ستة رجال من عمان
محمد و صالح و داوود و هواشب و كوش و يونس ، و رجل من العارة
مالك ، و رجلن من صنعاء يحيى و أحمد ، و رجل من كرمان عبدالله ،
و أربعة رجال من الصفا جبرائيل و حمزة و يحيى و سميع ، و رجلن
من عدن عون و موسى ، و رجل من لونجة كوثر ، و رجلن من صمد
علي و صالح ، و ثلثة رجال من الطائف علي و سبا و زكريا ، و رجل
من هجر عبد القدوس ، و رجلن من الخط عزيز و مبار ك ، و خمسة
رجال من جزيرة " أوال " ( وهي البحرين ) عامر و جعفر و نصير و
بكير و ليث ، و رجل من الكبش ( محمد ) فهد ، و رجل من المجد
إبراهيم ، و أربعة رجال من مكة عمر و إبراهيم و محمد و عبد الله ، و
عشرة من المدينة على أسماء أهل البيت علي و حمزة و جعفر و
عباس و طاهر و حسن و حسين و قاسم و ابراهيم و محمد ، و أربعة
رجال من الكوفة محمد و غياث و هود و عتاب ، و رجل من مرو حذيفة
، و رجلن من نيشابور علي و مهاجر ، و رجلن من سمرقند علي و
مجاهد ، و ثلثة رجال من كازرون عمر و معمر و يونس ، و رجلن من
السوس شيبان و عبدالوهاب ، و رجلن من دستر أحمد و هلل ، و
رجلن من الضيف عالم و سهيل ، و رجل من الطائف ( اليمن ) هلل ،
و رجلن من مرقون بشر و شعيب ، و ثلثة رجال من زرعة يوسف و
داود و عبد الله ، و رجلن من عسكر مكر م الطيب و ميمون ، و رجل
من واسط عقيل ، و ثلثة رجال من الزوراء عبد المطلب و أحمد و عبد
الله ، و رجلن من سامراء ( سر من رأى ) مراءي و عامر ، رجل من
السهم جعفر ، و رجل من كرخا بغداد قاسم ، و رجلن من النوبة
واصل و فاضل ، و ثمانية رجال من قزوين هارون و عبد الله و جعفر
و صالح و عامر و ليث و علي و محمد ، و رجل من بلخ حسن ، و رجل
من مراغة صدق ، و رجل من قم يعقوب ، و أربعة و عشرون من
الطالقان و هم الذين ذكرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله و
سلم ) فقال : " إني أجد بالطالقان كنزا ليس من ذهب و ل فضة " ،
فهم هؤلء كنزهم الله فيها و هم صالح و جعفر و يحيى و هود و فالح
و داوود و جميل و فضيل و عيسى و جابر و خالد و علوان و عبد الله و
أيوب و ملعب و عمر و عبد العزيز و لقمان و سعد و قبضة و مهاجر و
عبدون و عبدالرحمن و علي ، و رجلن من سحار أبان و علي ، و
رجلن من سرخس ناحية و حفص ، و رجل من النبار علوان ، و رجل
من القادسية حصين ، و رجل من الدورق عبد الغفور ، و ستة رجال
من الحبشة إبراهيم و عيسى و محمد و حمدان و احمد و سالم ، و
رجلن من الموصل هارون و فهد ، و رجل من البلقان صادق ، ورجلن من نصيبين أحمد و علي ، و رجل من سنجار محمد ، و رجلن
من خراسان نكية و مسنون ، و رجلن من أرمينية أحمد و حسين ، و
رجل من أصفهان يونس ، و رجل من وهان حسين ، و رجل من الري
مجمع ، و رجل من دينا شعيب ، و رجل من هراش نهروش ، و رجل
من سلماس هارون ، و رجل من بلقيس محمد ، و رجل من الكرد عون
، و رجل من الحبش كثير ، و رجلن من الخلط محمد و جعفر ، و رجل
من شوبا عمير ، و رجلن من البيضا سعد و سعيد ، و ثلثة رجال من
الضيعة زيد و علي و موسى ، و رجل من الوس محمد ، و رجل من
النطاكية عبد الرحمن ، و رجلن من حلب صبيح و محمد ، و رجل من
حمص جعفر ، و رجلن من دمشق داود و عبد الرحمن ، و رجلن من
الرملية طليق و موسى ، و ثلث رجال من بيت المقدس بشر و داوود
و عمران ، و خمسة رجال من عسقلن محمد و يوسف و عمر و فهد و
هارون ، و رجل من عنزة عمير ، و رجلن من عكة مروان و سعد ، و
رجل من عرفة فرخ ، و رجل من الطبرية فليح ، و رجل من البلسان
عبد الوارث ، و أربعة رجال من الفسطاط من مدينة فرعون أحمد و
عبد الله و يونس و ظاهر ، و رجل من بالس نصير ، و أربعة رجال من
السكندرية حسن و محسن و شبيل و شيبان ، و خمسة رجال من جبل
اللكا م عبد الله و عبيد الله و بحر و طالوت ، و ثلثة رجال من السادة
صليب و سعدان و شبيب ، و رجلن من الفرنج علي و أحمد ، و رجلن
من اليمامة ظافر و جميل ، و أربعة عشر رجل من المعادة سويد و
أحمد و محمد و حسن و يعقوب و حسين و عبدالله و عبد القديم و
نعيم و علي و حيان و تغلب و كثير ، و رجل من ماطلة معشر ، و
عشرة رجال من عبادان حمزة و شيبان و قاسم و جعفر و عمر و
عامر و عبد المهيمن و عبد الوارث و محمد و أحمد ، و أربعة عشر
رجل من اليمن جبير و حويش و مالك و كعب و أحمد و شيبان و عامر
و عمار و فهد و عاصم و حجرش و كلثو م و جابر و محمد ، و رجلن
من بدو مصر عجلن و دراج ، و ثلثة رجال من بدو اعقيل منبة و
ضابط و عريان ، و رجل من بدو أغير عمرو ، و رجل من بدو شيبان
نهراش ، و رجل من تميم ريان ، و رجل من بدو قسين جابر ، و رجل
من بدو كلب مطر ، و ثلثة رجال من موالي أهل البيت عبد الله و
مخنف و برا ك ، و أربعة رجال من موالي النبياء صباح و صياح وميمون
و هود ، و رجلن مملوكان عبدالله و ناصح ، و رجلن من الحلة محمد و
علي ، و ثلثة رجال من كربلء حسين و حسين و حسن ، و رجلن من
النجف جعفر و محمد و ستة رجال من البدال كلهم أسماءهم عبد
الله
فقال علي ( عليه السل م ) : إنهم هؤلء يجتمعون كلهم من مطلع
الشمس و مغربها و سهلها و جبلها يجمعهم الله تعالى في أقل من
نصف ليلة فيأتون إلى مكة فل يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبستنا
أصحاب السفياني فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائفين و قائمين ومصلين فينكرونهم أهل مكة .
ثم إنهم يمضون إلى المهدي و هو مختف تحت المنارة ، فيقولون له :
أنت المهدي ؟؟
فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم أنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف
هم في طاعته !! ، فيمضي إلى المدينة فيخبرونهم أنه لحق بقبر جده
رسول الله فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلى مكة فل
يزالون على ذلك ثلثا ثم يتراءى لهم بعد ذلك في بين الصفا و المروة
فيقول : إني لست قاطعا أمرا حتى تبايعوني على ثلثين خصلة
تلزمكم ل تغيرون منها شيئا و لكم علي ثمان خصال ؟
فقالوا : سمعنا و أطعنا فاذكر لنا ما أنت بذاكره يا ابن رسول الله ؟
فيخرج الى الصفا فيخرجون معه فيقول : أبايعكم على أن ل تولون
دابرا ، و ل تسرقون و ل تزنون و ل تفعلون محرما ، و ل تأتون
فاحشة و ل تضربون أحدا إل بحق ، و ل تكنزون ذهبا ول فضة و ل برا
ً و شعيرا ، و ل تخربون مسجدا و ل تشهدون زورا و ل تقبحون على
مؤمن ، و ل تأكلون ربا ،وأن تصبروا على الضراء و ل تلعنون موحدا و
ل تشربون مسكرا ، و ل تلبسون الذهب و ل الحرير و ل الديباج و ل
تتبعون هزيما و ل تسفكون دما حراما و تغدرون بمسلم ، ول تبقون
على كافر و ل منافق و ل تلبسون الخز من الثياب ، و تتوسدون
التراب و تكرهون الفاحشة و تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن ل أتخذ صباحا سواكم و ل ألبس إل مثل
ما تلبسون و ل آكل إل مثل ما تركبون و ل أركب إل كما تركبون و ل
أكون إل حيث تكونون و أمشي حيث ما تمشون و أرضي بالقليل و امل
الرض قسطا و عدل كما ملئت ظلما و جورا ، و نعبد الله حق عبادته
و أوفوا لي .
فقالوا : رضينا و بايعنا ك على ذلك فيصافحهم رجل رجل .
ثم أنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد و تنقاد له البلد و
يكون الخضر ربيب دولته و أهل همدان وزرائه و خولن جنوده و حمير
أعوانه و مضر قواده و يكثر لله جمعه و يشتد ظهره .
ثم يسير بالجيوش حتى يصير إلى العراق و الناس خلفه و أمامه و
على مقدمته رجل إسمه عقيل و على ساقته رجل إسمه الحارث ،
فيلحقه رجل من أولد الحسن في اثني عشر ألف فارس ، و يقول
( له ) : يا ابن العم أنا أحق منك بهذا المر لني من ولد الحسن و هو
أكبر من الحسين !!
فيقول المهدي ( عليه السل م ) : إني أنا المهدي .فيقول له : هل عند ك آية أو معجزة أو علمة ؟؟
فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيؤمي إليه فيسقط في كفه
فينطق بقدرة الله تعالى و يشهد له بالمامة ، ثم يغرس قضيبا يابسا
في بقعة من الرض ليس فيها ماء فيخضر و يورق ، و يأخذ جلمودا
كان في الرض من الصخر فيفركه بيده و يعجنه مثل الشمع .
فيقول الحسني : المر لك ، فيسلم له جنوده ، و يكون على مقدمته
رجل إسمه كأسمه ثم يسير حتى يفتح خراسان ثم يرجع إلى مدينة
رسول الله فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن و أهل
الحجاز و تخالفه ثقيف .
ثم إنه يسير إلى الشا م إلى حرب السفياني فتقع صيحة بالشا م أل و
إن العراب أعراب الحجاز قد أخرجت إليكم فيقول السفياني
لصحابه : ما تقولون في هؤلء ؟؟
فيقولون : نحن أصحاب حرب و نبل و عدة و سلح ، ثم إنهم يشجعونه
و هو عالم بما يراد به .
قال الراوي : فقامت جماعة من أهل الكوفة و قالوا : يا أمير
المؤمنين .. ما إسم هذا السفياني ؟؟
فقال ( عليه السل م ) : إسمه ( فلن ) ابن عنبسة بن مرة بن كليب
بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد و هو من نسل يزيد بن معاوية
بن أبي سفيان ملعون في السماء و الرض أشر خلق الله تعالى و
ألعنهم جدا و أكثرهم ظلما ، ثم أنه يخرج بجيشه و رجاله و خيله في
مائتي ألف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة ثم إن المهدي ( عليه
السل م ) يقد م بخيله و رجاله و جيشه و كتائبه ، جبرائيل عن يمينه و
ميكائيل عن شماله و النصر بين يديه و الناس يلحقونه في جميع
الفاق حتى يأتي أول الحيرة قريبا من السفياني و يغضب لغضب الله
سائرا من خلقه حتى الطيور من السماء ترميهم بأجنحتها و إن
الجبال ترميهم بصخورها و يجري بين السفياني و بين المهدي ( عليه
السل م ) حرب عظيم حتى يهلك جميع عسكر السفياني فيهز م و معه
شرذمة قليلة من أصحابه فيلحقه رجل من أنصار القائم إسمه ( صياح)
و معه جيش فيستأ سره فيأتي به إلى المهدي ( عليه السل م ) و هو
يصلي العشاء الخرة فيخفف صلته ، فيقول السفياني : يا ابن العم
أستبقني أكون لك عونا ؟!!
فيقول لصحابه : ما تقولون فيما يقول فإني آليت على نفسي ل
أفعل شيئا حتى ترضوه ؟؟
فيقولون : و الله ما نرضى حتى نقتله لنه سفك الدماء التي حر م الله
سفكها و أنت تريد أن تمن عليه بالحياة ؟!!
فيقول لهم المهدي ( عليه السل م ) : شأنكم و إياه ، فيأخذه جماعة
منهم فيضجعونه على شاطئ الهجير تحت شجرة مدلة بأغصانهافيذبحونه كما يذبح الكبش و يعجل الله عز وجل بروحه إلى النار .
ثم قال علي ( عليه السل م ) : فيتصل خبره إلى بني كلب إن ( فلن )
بن عنبسة قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجعون بني كلب
إلى رجل من أولد ملك الرو م فيبايعونه على قتال المهدي و الخذ
بثار ( فلن ) بن عنبسة فتضم إليه بنو ثقيف ، فيخرج ملك الرو م في
ألف سلطان و تحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان
القائم تسمى ( طرشوش) فينهب أموالهم و أنعامهم و حريمهم و
يقتلون رجالهم و ينقض حجارتها حجرا على حجر كأني بالنساء و هن
مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس و
القمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الرو م في جيوشه
فيوقعه في أسفل الرقة بعشر فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير
ماء الشط بالد م و ينتن جانبها بالجيف الشديدة فينهز م ملك الرو م إلى
أنطاكية فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك
الرو م إلى المهدي و يؤدي له الخراج ، فيجيبه إلى ذلك على أن ل
يروح من بلد الرو م و ل يبقى أسير عنده إل أخرجه إلى أهله فيفعل
ذلك و يبقى تحت الطاعة ، ثم إن المهدي يسير إلى حي بني كلب من
جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق و يرسل جيشا إلى أحياء بني
كلب و يسبي نساؤهم و يقتل أغلب رجالهم فيأتون بالسارى
فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات البخس و النقض .
ثم أن المهدي يسير هو و من معه من المؤمنين بعد قتل السفياني
فينزلون على بلد من بلد الرو م فيقولون : ل إله إل الله ... محمد
رسول الله ، فيتساقط حيطانها ثم إن المهدي ( عليه السل م ) يسير
هو و من معه فينزل القسطنطينية في محل ملك الرو م فيخرج منها
ثلث كنوز كنز من الجواهر و كنز من الذهب و كنز من الفضة ثم
يقسم المال على عساكره بالقفا فير .
.
ثم إن المهدي يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رأوه أهل أرمينية
أنزلوا له راهبا من رهبانهم كثير العلم ، فيقولون : إنظر ماذا يريدون
هؤلء ؟؟
فإذا أشرف الراهب على المهدي ( عليه السل م ) ، يقول الراهب : أ
أنت المهدي ؟؟
فيقول ( عليه السل م ) : نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في
آخر الزمان .
فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب و يمتنع
أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي ( عليه السل م ) فيقتلون فيها
خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بين السماء و الرض
بقدرة الله تعالى ، فينظر الملك و من معه إلى مدينتهم و هي معلقةعليهم و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي ( عليه
السل م ) ، فإذا نظر إلى ذلك ينهز م و يقول لصحابه خذوا لكم مهربا
فيهرب أولهم و آخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم
فيلقون ما في أيديهم من السلح و المال و يتبعهم جنود المهدي
( عليه السل م ) .
ثم إن المهدي ( عليه السل م ) سار إلى بيت المقدس و استخرج تابوت
السكينة و خاتم سليمان بن داوود و اللواح التي نزلت على موسى ثم
يسير المهدي ( عليه السل م ) إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف
سوق و في كل سوق ألف دكان فيفتحها ثم يأتي إلى مدينة يقال لها
" قاطع " و هي على البحر الخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة ألف
ميل و عرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلث تكبيرات فتتساقط
حيطانها و نتقطع جدرانها فيقتلون مائة ألف مقاتل و يقيم المهدي
( عليه السل م ) فيها سبع سنين فيبلغ منهم رجل من تلك المدينة مثل
ما أخذوه من الرو م عشر مرات ثم يخرج منها و معه مائة ألف موكب و
كل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين
عكة و سور غزة و عسقلن ، فيأتيه خبر العور الدجال بأنه قد أهلك
الحرث و النسل و ذلك إن الدجال يخرج من بلدة يقال لها ( يهودا ) و
هي قرية من قرى أصفهان و هي بلدة من بلدان الكاسرة له عين
واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر راكب على حمار خطوته مد
البصر و طوله سبعون ذراعا و يمشي على الماء مثل ما يمشي على
الرض ينادي بصوته يبلغ ما شاء الله " إلي إلي يا معاشر أوليائي فأنا
ربكم العلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج
المرعى " فتتبعه يومئذ أولد الزنا و أسوأ الناس من أولد اليهود و
النصارى و تجتمع معه ألوف كثيرة ل يحصى عددهم إل الله تعالى ثم
يسير و بين يديه جبلن جبل من اللحم و جبل من الخبز الثريد فيكون
خروجه في زمان قحط شديد ثم يسير الجبلن بين يديه و ل ينقص منه
شيء فيعطي كل من أقر بالربوبية .
فقال علي ( عليه السل م ) : معاشر الناس أل و أنه كذاب و ملعون أل
فأعلموا إن ربكم ليس بأعور ول يأكل الطعا م و ل يشرب الشراب و
هو حي ل يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير .
قال الراوي : فقا م إليه أشراف أهل الكوفة ، و قالوا له : يا مولنا و
ما بعد ذلك ؟؟
قال ( عليه السل م ) : ثم إن المهدي ( عليه السل م ) يرجع إلى بيت
المقدس فيصلي بالناس أياما فإذا كان يو م الجمعة و قد أقيمتالصلة ينزل عيسى بن مريم ( عليه السل م ) في تلك الساعة من
السماء عليه ثوبان أحمران و كأنما يقطر من رأسه الدهن و هو رجل
صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بأبيكم إبراهيم فيأتي المهدي
( عليه السل م ) و يصافحه و يبشره بالنصر فعند ذلك يقول له
المهدي : تقد م يا روح الله و صل بالناس !!
فيقول عيسى : بل الصلة لك يا بن بنت رسول الله ، فعند ذلك يؤذن
عيسى و يصلي خلف المهدي ( عليه السل م ) ، فعند ذلك يجعل عيسى
خليفة له على قتال العور الدجال ثم يخرج أميرا على جيش المهدي
( عليه السل م ) و أن الدجال قد أهلك الحرث و النسل و صاح على
أغلب أهل الدنيا و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه
و من أبى قتله و قد وطأ الرض كلها إل مكة و المدينة و بيت المقدس
، و قد أطاعه جميع أولد الزنا من مشارق الرض و مغاربها ثم يتوجه
إلى الحجاز فيلحقه عيسى على عقبة هرشا فيزعق عليه عيسى زعقة
و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص و النحاس في النار
ثم إن جيش المهدي ( عليه السل م ) يقتلون جيش أعور الدجال في
مدة أربعين يوما من طلوع الشمس إلى غروبها ثم يطهرون الرض و
مغاربها ، و يفتحها ( عليه السل م ) من جابرقا إلى جابرصا و يستتم
أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و
تلعب الصبيان بالحية و العقرب و ل يضرهم و يذهب الشر و يبقى
الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة فيخرج من كل حبة مائة كما
قال الله تعالى (( في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء ))
و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و الغناء و ل يعمله أحد إل و قتله
المهدي (عليه السل م ) و كذا تار ك الصلة و يعتكفون الناس على
العبادة و الطاعة و الخشوع والديانة و كذا تطول العمار و تحمل
الشجار الثمار في كل سنة مرتين و ل يبقى أحد من أعداء آل محمد
إل و هلك .
قال الراوي : ثم أنه ( عليه السل م ) تل قوله تعالى (( شرع لكم من
الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و
موسى و عيسى إن أقيموا الدين و ل تفرقوا فيه كبر المشركين )) .
ثم قال : إن المهدي ( عليه السل م ) يفرق أصحابه و هم الذين
عاهدوه في أول خروجه فيوجههم إلى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل
و الحسان و كل رجل منهم يحكم على إقليم من الرض و يعمرون
جميع مدائن الدنيا بالعدل و الحسان ثم إن المهدي ( عليه السل م )
يعيش أربعين سنة في الحكم حتى يطهر الرض من الدنس .
.
قال الراوي : فقامت إلى أمير المؤمنين ( عليه السل م ) السادات منأولد الكابر و قالوا له : و ما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟؟
قال ( عليه السل م ) : بعد يموت المهدي و يدفنه عيسى بن مريم في
المدينة بقرب قبر جده رسول الله يقبض الملك روحه بين الحرمين و
كذلك يموت عيسى و يموت أبو محمد الخضر و يموت جميع أنصار
المهدي و وزرائه و تبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالت و
الضللت و ترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبدأ الله تعالى بخراب
المدن و البلدان فأما المؤتفكة فيطمى عليها الفرات ، و أما الزوراء
فتخرب من الوقايع و الفتن ، و أما واسط فيطمى عليها الماء ، و
أذربيجان يهلك أهلها بالطاعون ، و أما الموصل فتهلك أهلها من
الجوع و الغلء ، و أما الهرات يخربها المصري ، و أما القرية تخرب من
الرياح ، و أما حلب تخرب من الصواعق و تخرب أنطاكية من الجوع و
الغلء و الخوف ، و تخرب الصعالية من الحوادث و تخرب الخط من
القتل و النهب و تخرب دمشق من شدة القتل و تخرب حمص من
الجوع و الغلء و أما بيت المقدس فأنه محفوظ إلى يأجوج و مأجوج
لن بيت المقدس فيه آثار النبياء و تخرب مدينة رسول الله من كثرة
الحروب و تخرب الهجر بالرياح و الرمل و تخرب جزيرة أوال من
البحرين و تخرب قيس بالسيوف و تخرب الكبش بالجوع ، ثم يخرج
يأجوج و مأجوج و هم صنفان الصنف الول طول أحدهم ذراع و عرضه
ذراع يفترش أحدهم أذنيه و يلتحف بالخرى و هم أكثر عددا من
النجو م ، فيسيحون في الرض فل يمرون بنهر إل و شربوه ول جبل
إل لحسوه و ل وردوا على شط إل نشفوه ثم بعد ذلك تخرج دابة من
الرض لها رأس كرأس الفيل و لها و بر و وصوف و شعر و ريش من
كل لون و معها عصى موسى و خاتم سليمان فتنكت وجه المؤمن
بالعصا فتجعله أبيض ، و تنكت وجه الكافر بالخاتم فتجعله اسود و
يبقى المؤمن مؤمنا و الكافر كافرا ثم ترفع بعد ذلك التوبة فل تنفع
نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق و قالوا له يا مولنا يا أمير
المؤمنين فدينا ك بالباء و المهات بين لنا كيف تقو م الساعة و أخبرنا
بدللتها و علماتها ؟ ‍‍؟
فقال ( عليه السل م ) : من علمات الساعة يظهر صائح في السماء و
نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكبا في السماء من
المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء
عمود من نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق
حرها شجر البراري و الجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل
محمد حتى تشوي وجوههم و أبدانهم ثم يظهر كف بل زند و فيها قلم
يكتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم و هو يقول (( و اقترب
الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )) ، فتخرج يومئذالشمس و القمر و هما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة التاجر في
بيعه و المسافر في متاعه و الناسج في نسجه و المرأة في غزلها ، و
إذا كان الرجل بيده فل يقدر بأكلها ، و يطلع الشمس و القمر و هما
اسودا اللون و قد وقع في زوال ( زلزال) و خوفا من الله تعالى و
هما يقولن إلهنا و خالقنا و سيدنا ل تعذبنا بعذاب عباد ك المشركين و
أنت تعلم طاعتنا و الجهود فينا و سرعتنا لمضي أمر ك و أنت عل م
الغيوب ، فيقول الله تعالى ( صدقتما و لكني قضيت في نفسي إني
أبدأ و أعيد و إني خلقتكما من نور عزتي ) ، فيرجعان إليه فيبرق كل
واحد منهما برقة تكاد تخطف البصار و يختلطان بنور العرش فينفخ
في الصور فصعق من في السموات و من في الرض إل ما شاء الله
تعالى ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم فيما ينظروا ، فإنا لله و إنا إليه
راجعون .
قال الراوي : فبكى علي ( عليه السل م ) بكاءا شديدا حتى بل لحيته
بالدموع ثم انحدر عن المنبر و قد أشرف الناس على الهل ك من هول
ما سمعوه !!!!!!
قال الراوي : فتفرق الناس إلى منازلهم و بلدانهم و أوطانهم و هم
متعجبون من كثرة فهمه و غزارة علمه و قد إختلفوا في معناه إختلفا
ً عظيما !!