الاثنين، 9 سبتمبر 2013

من هو عمرو بن الحمق الخزاعي رضوان الله عليه


عمرو بن الحمق الخزاعي

هو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن الخزاعي.وهومن الصحابة الَّذين بُشِّروا بدخول الجنَّة قبل إسلامه، وذلك لمَّا بعث رسول الله النبي (صلى الله عليه وآله) جماعة من الصحابة في بعثة، وقال لهم: 
إنكم ستلقون رجلاً صبيح الوجه يطعمكم مِن الطعام ويسقيكم من الشراب ويهديكم الطريق، هو من أهل الجنة.
فأقبلوا حتَّى انتهوا إلى عمرو بن الحمق فأمر فتيانه فنحروا جزورا وحلبوامِن اللبن، فبات القوم يطعمون مِن اللحم ما شاؤوا ويسقون مِن اللبن، ثم أصبحوا، فقال لهم : ما أنتم بمنطلقين حتى تطعموا أو تزودوا، فقام رجل منهم وضحك إلى صاحبه، فقال عمرو : 
ولم ضحكت؟ 
فقال: أبشر ببشرى الله ورسوله،
فقال عمرو : وما ذاك؟ 
فقال: بعثنا رسول الله النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الفج، وأخبرناه أنه ليس لنا زاد ولا هداية الطريق،
فقال:ستلقون رجلاً صبيح الوجه يطعمكم الطعام ويسقيكم مِن الشراب ويدلّكم على الطريق،مِن أهل الجنة، فلم نلق مَن يوافق نعت رسول الله النبي (صلى الله عليه وآله) غيرك، فركب بن الحمق معهم وأرشدهم الطريق،
ثم سار عمرو بن الحمق إلى رسول الله النبي (صلى الله عليه وآله) حتى بايعه وأسلم، وشارك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزواته .وذات يوم سقى عمرو بن الحمق النبيَّ (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : 
اللهم متعه بشبابه. 
فمرت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء.
وذكر أهل السير أنَّه مِن الَّذين شاركوا في قتل الخليفة عثمان بن عفان؛ وكان من أصحاب عليٍّ (عليه السلام)وشهد معه مشاهده: كلّها: الجمل وصفين والنهروان. 

قال ابن أبي داود الحلّي: شهد له الحسين(عليه السلام) بالصلاح والعبادة.
وجاء في حديث الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
...ثم ينادي أين حواري عليّ بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني.
وقد كان عمر بن الحمق يرتجز يوم الجمل ويقول: 
هذا عليّ قائــــــــــــدٌ به
أخو رســـــــــول الله في أصجابه
مِن عوده النــامي ومِن نصابه
ومن شواهد إخلاصه أنَّه قال مخاطباً أمير المؤمنين(عليهالسلام) :
والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلوات الله عليهما وأولى الناس بالناس، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ،وأعظم سهما للإسلام من المهاجرين والأنصار، والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي أبداحتى يأتي عليّ يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك وأقوي به وليك ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك عليّ.
فقال أميرالمؤمنين(عليه السلام) : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك.
ولما قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) كان معاوية بن أبي سفيان يتحرّى عن أصحاب أميرالمؤمنين ويقتلهم، فهرب عمرو بن الحمق إلى الموصل،فقام معاوية بن أبي سفيان وسجن آمنة بنت الشريد زوجة الصحابي عمر بن الحمق، في سجن دمشق لمدة سنتين، فقد كان النظام الأموي قاسياً في تعذيب شيعة عليّ(عليه السلام) حتَّى النساء كانت تُعَذَّب وتُسْجَن وتُؤْخَذ كرهائِن للظفر برجالهنَّ، وهذه الظاهرة غريبة عن الإسلام بل غريبة عن عادات الجاهلية أيضاً.
ثمَّ إن عبد الرحمن ابن أم الحكم ظفر بعمرو بن الحمق، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام.

وقد أخبره أمير المؤمنين (عليه السلام)قائلاً : (يا عمرو إنك المقتول بعدي ، وانّ رأسك لمنقول وهو أول رأس ينقل فى الاسلام، والويل لقاتلك ، إ مّا إنك لا تنزل بقوم الاّ أسلموك برمتك الاّ هذا الحي من بنى عمرو بن عامر من الا زد، فانهم لن يسلموك و لن يخذلوك .
فمامضت الأيام ، حتى تنقل عمرو بن الحمق فى خلافة معاوية فى بعض أحياء العرب ، خائفًا مذعوراً، حتى نزل فى قومه من بنى خزاعة ، فأسلموه فقتل وحمل رأسه من العراق ، إ لى معاوية بالشام ، و هو أول رأس حمل فى الاسلام من بلد إلى بلد رضوان الله عليه.
وقبره مشهور بظاهر الموصل يزار وعليه مشهد كبير ابتدأ بعمارته أبو عبد الله سعيد بن حمدان - وهو ابن عم سيف الدولة - في شعبان من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة .